أمازون يستبدل الممثلين الصوتيين البشريين بتقنية الذكاء الاصطناعي
أعلنت أمازون عن خطوة تحوّلية: من الآن فصاعدًا، ستستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لدبلجة أفلامها ومسلسلاتها المنتجة باللغة الإنجليزية. يُعتبر هذا القرار بداية لتغيير جذري في عمليات الدبلجة التقليدية، ويشير إلى الاستغناء التدريجي عن دور الممثلين الصوتيين البشريين؛ وهي خطوة قد تُحدث تحولات جوهرية في مستقبل صناعة الترفيه، وخاصة في فن الدبلجة.
وفقًا لإعلان أمازون الرسمي، تُمكّن هذه التقنية من دبلجة المحتوى بسرعة وبشكل متزامن للنشر العالمي؛ ونتيجة لذلك، يمكن للجماهير في مختلف البلدان الوصول إلى النسخ المدبلجة بمختلف اللغات دون تأخير.
تَشَكُّل اقتصاد جديد: سوق لبيع وشراء أصوات البشر
على الرغم من أن استبدال الممثلين الصوتيين التقليديين أثار مخاوف بشأن مستقبل هذه المهنة، إلا أنه فتح في المقابل مجالًا جديدًا لتوليد الدخل وتشكيل نموذج اقتصادي جديد. وبما أن استخدام أصوات الأشخاص دون إذن يعد انتهاكًا لحقوق الطبع والنشر، لجأت شركات مثل أمازون ونتفليكس وديزني إلى شراء الحقوق الرسمية لاستخدام أصوات الأفراد لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وفقًا لذلك، قامت أمازون بجمع وأرشفة الأصوات في "بنك صوتي" خاص بها — مخزن حصري لأصوات أشخاص مختلفين يُستخدم للدبلجة المستقبلية بالذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أنه كلما كان نطاق وتنوع هذه البنوك الصوتية أكبر، ارتفع مستوى جودة الدبلجة الذكية، مما يمكّن الشركات من تعزيز مكانتها في السوق التنافسي من خلال تقديم محتوى صوتي أفضل.
لقد أتاح هذا التحول فرصة للأشخاص غير الفنيين الذين يمتلكون أصواتًا فريدة أو مميزة ليحققوا دخلاً جديدًا من خلال التنازل عن حقوق أصواتهم لهذه المنصات.
بداية المنافسة بين عمالقة البث المباشر مع التركيز على السوق العربية
دخول أمازون الرسمي إلى مجال الدبلجة باستخدام الذكاء الاصطناعي أطلق صافرة بدء منافسة جديدة بين شركات البث الكبرى. ومن المتوقع أن تتبع نتفليكس وHBO وديزني حلولًا مماثلة قريبًا.
أعلنت أمازون أن تركيزها الأولي لهذه التقنية سيكون على منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز بشكل خاص على اللغة العربية. وبذلك، ستكون الأسواق المكتظة بالسكان والمستهلكة للمحتوى في هذه المنطقة هي الأولى التي ستشهد تطبيق هذه التكنولوجيا المبتكرة.